إسبانيا لم تقدم هذا المستوى الهجومي الكبير في مباراة إيطاليا لعدد من الأسباب، أهمها عدم وجود مهاجم صريح، بينما لعب ديل بوسكي في مباراة أمس بفرناندو توريس والذي أحرز هدفين رائعين بالإضافة لضعف منطقتي وسط ودفاع جمهورية أيرلندا والتي لا تقارن أصلاً بقوة دفاع ووسط إيطاليا، لكن ربما تكون مهمة الطليان غاية في الصعوبة أمام أيرلندا في المباراة الأخيرة لأنهم سيلعبون بالكثير من الضغط النفسي.
سنحلل معكم في نقاط التالية أهم إيجابيات وسلبيات مباراة إسبانيا وجمهورية أيرلندا لتوضيح إلى أي مدى دخل المنتخب الإسباني في أجواء البطولة بعد تعادله الإيجابي 1/1 في اللقاء الأول مع الأدزوري.
الإيجابيات |
التألق الكبير والمذهل للحارس شاي جيفن في تعامله مع تصويبات الهجوم الإسباني ووقوفه تحت المرمى بثقة وليونة في الحركة، ومستواه في هذه المباراة لا يُعبر اطلاقاً عن المستوى الهزيل الذي ظهر به أمام كرواتيا في المباراة الأولى والتي انتهت بفوز الكروات بثلاثة أهداف يتحمل جيفن مسؤولية هدفين منهم، ولا أرى أنه يتحمل مسؤولية أي من الأهداف الأربعة كي يصفه بعض النقاد بأحد أسوأ لاعبي المباراة، فقد فعل ما عليه، ودفاعه الهش هو السبب الرئيسي وراء هذا الاخفاق الكبير.
الحركة المُستمرة والسلسة للاعب الوسط الموهوب "أندريس إنييستا" فلم يُهدر أي كرة أمام الدفاع الأيرلندي وفتح اللعب بتمريراته الجميلة حوالي 4 مرات ورفع رصيد تمريراته الصحيحة منذ بداية البطولة حتى الآن لـ152 تمريرة.
تشافي وبوسكيتس واصلا تألقهما في عملية الضغط على حائز الكرة من منطقة الوسط وصناعة الأهداف بتمرير الكرات الحاسمة من خلف المدافعين، وقد مرر تشافي اليوم ما يزيد عن 100 تمريرة صحيحة ليرفع عدد تمريراته الصحيحة في البطولة ل243 تمريرة حتى الآن في المركز الأول في قائمة المُمررين وهو شيء استثنائي وخاص جداً للاعب تجاوز عامه الـ30.
استثمار فرناندو توريس لانصاف الفرص التي أُتيحت له داخل منطقة الجزاء، ففي الهدف الأول تابع الكرة وصوبها من زاوية ضيقة للغاية وفي الهدف الثاني استغل ضعف عمق الدفاع ليصوب بأريحية، ووضح عليه رغبته الجامحة في دخول سباق هدافي المسابقة دون التفكير في تسجيل أهداف خيالية أو سينمائية، وهذه هي الواقعية التي يَبحث عنها المدرب ديل بوسكي في ظل غياب المهاجم الفذ "دافيد فيا" بداعي الإصابة.
بدء دفاع إسبانيا للهجمة بتنظيم وهدوء أعصاب من الخلف للأمام خلال الشوط الثاني، وهذا ما أوصل توريس لإحراز الهدف الثالث في الدقيقة 70، فرغم الضغط الهائل الذي مارسه لاعبي أيرلندا على وسط ودفاع إسبانيا حين كانت النتيجة 2/صفر قادم لاعبي الدفاع والوسط بقطع الكرة من لاعبي وسط أيرلندا لتذهب الكرة لتوريس ويسجل منها هدفاً ثانياً.
على الرغم من ابتعاد هجوم أيرلندا عن مرمى كاسياس وعدم تهديده لمرماه في أي فرصة إلا أن كاسياس ظل يقظاً واستطاع التصدي لتصويبة خطرة في الدقيقة 74 ما يدل على أنه حارس جاهز لأي محاولة في أي وقت مهما كان وحتى لو لم يتعرض للضغط لمدة 75 دقيقة كما حدث أمام أيرلندا.
السلبيات
البطء الشديد والكبير لقلبي دفاع أيرلندا بقيادة جون آوشيه وريتشارد دان، فهذا الثنائي يتحمل مسؤولية ثلاثة أهداف من الرباعية، ويتحمل الظهيرين مسؤولية ضعف الرقابة وترك توريس يمرح ويسرح كما شاء على الأطراف وتواصل هذا الخلل مع نزول فابريجاس الذي أحرز هدف بكل سهولة بعد تلقيه عرضية أرضية من ركلة ركنية ليتسلم الكرة بأريحية ثم يصوب في الزاوية البعيدة.
عدم تحرك المدرب الإيطالي جيوفاني تراباتوني نحو إجراء تغييرات تنشيطية لمنطقة الوسط واجرائه تغييرات لا ناقة منها ولا جمل، بل وإصراره على ابقاء اللاعب "ستيفن هانت" على دكة البدلاء، وهو لاعب متحرك وحماسي ونشيط جداً ويستطيع الانطلاق على الأطراف بشكل جيد ويمكنه التصويب من بعيد وارهاب دفاع إسبانيا على الأقل في المرتدات،...كان لابد من الدفع بهانت بدلاً من داميان داف السيء جداً في هذه المباراة.
فقدان المنتخب الأيرلندي الكرة بكل سهولة في منطقة الوسط وعدم مُحاربته لاعبي إسبانيا والانهيار بعد الهدف الأول الذي أحرزه توريس في
الدقيقة الرابعة
الرئيسية 
أحدث الصور 